نص الاستشارة:
فضيلة الشيخ.. زوجي رجل متسلط مهزوز الشخصية عدواني يضربني بشكل متكرر وبطريقة مهينة أمام الخادمة وأمام أبنائي الذين تتراوح أعمارهم بين 15- 6 سنوات لم أعد أطيقه، وأنا أستاذة جامعية أصرف عليه وعلى أبنائه لكنه لئيم... فهل أطلب الطلاق؟
الرد:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: فإن القوامة الزوجية لا يجوز أن تستخدم عصا غليظة تكسر بها رءوس الآخرين وما تذكرينه عن زوجك أمر مشين لا يجيزه الشرع ولا العقل السقيم فضلا عن السليم.
وإنه لمن المؤسف أن يوجد بين أبناء المسلمين من تصدر منه مثل هذه التصرفات المشينة.
وهذه الأمور منافية لما كان عليه حبيبنا صلى الله عليه وسلم من حسن الخلق، ونحن مأمورون بالتأسي به صلى الله عليه وسلم ولم يؤثر عنه أنه ضرب أحدا قط، وقد قال: «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي» والإضرار بالمرأة لا يجوز بحال والظلم ظلمات يوم القيامة.. وقد حذر منه حبيبنا بقوله: «اتقوا دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب»، والرجل العاقل عليه أن يحرص على ما ينفعه وينفع من حوله.
ومما لا شك فيه أن التعامل بهذه الطريقة بين الوالدين له عميق الأثر على سلوكيات الأبناء بل ربما دفع بعضهم لسلوكيات عدوانية وانحرافات سلوكية خطيرة والوالد الحريص يجعل كل ذلك نصب عينيه ولا يكون هدفه إطفاء نيران غضبه دون نظر في العواقب.
وأنت أيتها الفاضلة ننصحك ببذل مزيد من الجهد من أجل مساعدة زوجك في التغلب على هذه السلوكيات، فعليك بالبعد عن الأمور التي تثيره وحاولي تعويده على أسلوب الحوار والنقاش وأفهميه بطريقة لبقة أن الحياة كثيرة الصخب والجدال حياة غير سعيدة وأن عليكما سويا أن تعيدا صياغة علاقاتكما الزوجية حتى تتلاءم مع ما تطلبه المرحلة.
عليك أن تبحثي عن عيوبك وتعملي بكل جد على إصلاح نفسك.
واهتمي ببيتك ومن حولك وليكن وجودك داخل البيت وجودا إيجابيا واهتمي بمظهرك واحرصي على الكلمة الطيبة وحافظي على أذكار طرفي النهار وليكن لك ورد من القرآن الكريم كوني له أمة يكن لك عبدا.
واستبعدي روح الأنا من حياتك واستعيني بالله في شأنك كله.
ومن الواجب إفهام زوجك خطورة ممارساته على الأبناء وما قد تدفعهم إليه من سلوكيات عدوانية.
إذا كان رجال يضربون نساءهم *** فشلت يميني يوم تضرب زينب
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
المصدر: موقع رسالة المرأة.